فصل: تفسير الآية رقم (185):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

باب الموت:
الموت حادث تزول معه الحياة والموتة الواحدة من الموت والموتان الموت أيضا يقال وقع في الإبل موتان شديد والموتة شبه الجنون يعتري الإنسان ومؤته- بالهمز أرض بها قتل جعفربن أبي طالب عليه السلام والموتان الأرض لم تحي بعد بزرع ولا إصلاح وكذلك الموات وذكر بعض المفسرين أن الموت في القرآن على سبعة أوجه- أحدها الموت نفسه ومنه قوله تعالى في آل عمران: {كل نفس ذائقة الموت} وفي الزمر: {إنك ميت وإنهم ميتون} وفي الجمعة: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}.
والثاني النطفة ومنه قوله تعالى في البقرة: {وكنتم أمواتا فأحياكم} وفي المؤمن: {ربنا أمتنا اثنتين (وأحييتنا اثنتين} فالموتة الأولى كونهم نطفا والثالث الضلال ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أو من كان ميتا فأحييناه} وفي النمل: {فإنك لا تسمع الموتى} وفي الملائكة: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} والرابع الجدب ومنه قوله تعالى في الأعراف: {فسقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} وفي فاطر: {فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} وفي يس: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها} وفي الزخرف: {فأنشرنا به بلدة ميتا} كل بلد ميت في القرآن فالمراد به الأرض المجدبة والخامسة الحرب ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه} والسادس الجماد- ومنه قوله تعالى في النحل: {أموات غير أحياء} يعني الأوثان والسابع الكفر ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي} فالميت هاهنا الكافر وبعضهم يلحقه بقسم النطفة وقد ألحق بعضهم وجها ثامنا فقالوا والموت الطاعون ومنه قوله تعالى في البقرة: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} وليس كما قال وإنما معناه حذر الموت بالطاعون لأنه كان قد نزل بهم وهذا قول ابن عباس. اهـ.

.تفسير الآية رقم (185):

قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تقدم في قصة أحد رجوع المنافقين وهزمية بعض المؤمنين مما كان سبب ظفر الكافرين، وعاب سبحانه ذلك عليهم بأنهم هربوا من موجبات السعادة والحياة الأبدية إلى ما لابد منه، وإلى ذلك أشار بقوله: {قل لو كنتم في بيوتكم} [آل عمران: 154] {ولئن قتلتم في سبيل الله} [آل عمران: 157] {قل فادرءوا عن أنفسكم الموت} [آل عمران: 168] {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله} [آل عمران: 169] وغير ذلك مما بكتهم به في رجوعهم حذر الموت وطلب امتداد العمر، مع ما افتتح به من أن موت هذا النبي الكريم وقتله ممكن كما كان من قبله من إخوانه من الرسل على جميعهم أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام! وختم بالإخبار بأنه وقع قتل كثير من الرسل، فكان ذلك محققًا لأنه لا يصان من الموت خاص ولا عام، مضمومًا إلى ما نشاهد من ذلك في كل لحظة؛ صوَّر ذلك الموت بعد أن صار مستحضرًا للعيان تصويرًا أوجب التصريح به إشارة إلى أن حالهم في هربهم ورجوعهم وما تبع ذلك من قولهم حال من هو في شك منه فقال تعالى: {كل نفس} أي منفوسة من عيسى وغيره من أهل الجنة والنار {ذائقة الموت} أي وهو المعنى الذي يبطل معه تصرف الروح في البدن وتكون هي باقية بعد موته لأن الذائق لابد أن يكون حال ذوقه حيّاَ حساسًا، ومن يجوز عليه ذوق الموت يجوز عليه ذوق النار، وهو عبد محتاج، فالعاقل من سعى في النجاة منها والإنجاء كما فعل الخلص الذين منهم عيسى ومحمد عليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام، وكان نظمها بعد الآيات المقتضية لتوفية الأجور بالإثابة عليها وأنه ليس بظلام للعبيد شديد الحسن، وذلك مناسب أيضا لختم الآية بالتصريح لتوفية الأجور يوم الدين، وأن الزحزحة عن النار ودخول الجنة لهو الفوز، لا الشح في الدنيا بالنفس والمال الذي ربما كان سببًا لامتداد العمر وسعة المال بقوله: {وإنما توفون} أي تعطون {أجوركم} على التمام جزاء على ما عملتموه من خير وشر {يوم القيامة} وأما ما يكون قبل ذلك من نعيم القبر ونحوه فبعض لا وفاء {فمن زحزح} أي أبعد في ذلك اليوم إبعادًا عظيمًا سريعًا {عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} أي بالحياة الدائمة والنعيم الباقي.
والمعنى أن كل نفس توفى ما عملت، فتوفى أنت أجرك على صبرك على أذاهم، وكذا من أطاعك، ويجازون هم على ما فرطوا في حقك فيقذفون في غمرة النار، وكان الحصر إشارة إلى تقبيح إقبالهم على الغنيمة وغيرها من التوسع العاجل، أي إنما مقتضى الدين الذي دخلتم فيه هذا، وذلك ترهيبًا من الالتفات إلى تعجل شيء من الأجر في الدنيا- كما قال أبو بكر رضي الله عنه في أول إسلامه: وجدت بضاعة بنسيئة، ما وقعت على بضاعة قط أنفس منها، وهي لا إله إلا الله.
فالحاصل أن {كل نفس} أي حذرة من الموت ومستسلمة {ذائقة الموت} أي فعلام الاحتراس منه بقعود عن الغزو أو هرب من العدو! {وإنما توفون أجوركم} أي يا أهل الإسلام التي وعدتموها على الأعمال الصالحة {يوم القيامة} أي فما لكم تريدون تعجلها بإسراعكم إلى الغنائم أو غيرها مما يزيد في أعراض الدنيا فتكونوا ممن تعجل طيباته في الحياة الدنيا {فمن} أي فحيث علم أنه لا فوز في الدنيا إلا بما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى تسبب عن ذلك أنه من {زحزح عن النار} أي بكونه وفي أجره ولم يتعجل طيباته {وأدخل الجنة} أي بما عمل من الصالحات فحاز الحياة الدائمة مع الطيبات الباقية {فقد فاز} أي كل الفوز، ولما صح أنه لا فوز إلا ذلك صح قوله: {وما الحياة الدنيا} أي التي أملي لهم فيها وأزيلت عن الشهداء {إلا متاع الغرور} أي المتاع الذي يدلس الشيطان أمره على الناس حتى يغتروا به فيغبنوا بترك الباقي وأخذ الأشياء الزائلة بانقضاء لذاتها والندم على شهواتها بالخوف من تبعاتها.
وفي ذلك أيضا مناسبة من وجه آخر، وهو أنه لما سلاه سبحانه وتعالى بالرسل- الذين لازموا الصبر والاجتهاد في الطاعة حتى ماتوا- وأممهم.
وتركوا ما كان بأيديهم عاجزين عن المدافعة، ولم يبق إلا ملكه سبحانه وتعالى، وأن الفريقين ينتظرون الجزاء، فالرسل لتمام الفوز، والكفار لتمام الهلاك؛ أخبر أن كل نفس كذلك، ليجتهد الطائع ويقتصر العاصي، وفي ذلك تعريض بالمنافقين الذين رجعوا عن أحد خوف القتل وقالوا عن الشهداء: {لو أطاعونا ما قتلوا} أي إن الذي فررتم منه لابد منه، والحياة التي آثرتموها متاع يندم عليه من محضه للتمتع كما يندم المغرور بالمتاع الذي غر به، فالسعيد من سعى في أن يكون موته في رضى مولاه الذي لا محيص له عن الرجوع إليه والوقوف بين يديه. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال ابن عاشور:

هذه الآية مرتبطة بأصل الغرض المسوق له الكلام، وهو تسلية المؤمنين على ما أصابهم يوم أُحُد، وتفنيد المنافقين في مزَاعمهم أنّ الناس لو استشاروهم في القتال لأشاروا بما فيه سلامتهم فلا يهلكوا، فبعد أنّ بيّن لهم ما يدفع توهّمهم أنّ الانهزام كان خذلانًا من الله وتعجّبهم منه كيف يلحق قومًا خرجوا لنصر الدين وأن لا سبب للهزيمة بقوله: {إنما استزلهم الشيطان} [آل عمران: 155] ثم بيّن لهم أنّ في تلك الرزّية فوائد بقول الله تعالى: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم} [آل عمران: 153] وقوله: {وليعلم المؤمنين} [آل عمران: 166]، ثم أمرهم بالتسليم لله في كلّ حال فقال: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} [آل عمران: 166] وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم} [آل عمران: 156] الآية.
وبيّن لهم أنّ قتلى المؤمنين الذين حزِنوا لهم إنّما هم أحياء، وأنّ المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم لا يضيع الله أجرهم ولا فَضْلَ ثباتهم، وبيّن لهم أنّ سلامة الكفّار لا ينبغي أن تُحزن المؤمنين ولا أن تسرّ الكافرين، وأبطل في خلال ذلك مقال المنافقين بقوله: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} [آل عمران: 154] وبقوله: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا} [آل عمران: 168] إلى قوله: {قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} [آل عمران: 168] ختم ذلك كلّه بما هو جامع للغرضين في قوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} لأنّ المصيبة والحزن إنّما نشآ على موت من استشهد من خيرة المؤمنين، يعني أنّ الموت لمّا كان غاية كلّ حيّ فلو لم يموتوا اليوم لماتوا بعدَ ذلك فلا تأسفوا على موت قتلاكم في سبيل الله، ولا يفتنكم المنافقون بذلك، ويكون قوله بعده: {وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} قصر قلب لتنزيل المؤمنين فيما أصابهم من الحزن على قتلاهم وعلى هزيمتهم، منزلة من لا يترقّب من عمله إلاّ منافع الدنيا وهو النصر والغنيمة، مع أنّ نهاية الأجر في نعيم الآخرة، ولذلك قال: {توفون أجوركم} أي تكمل لكم، وفيه تعريض، بأنهم قد حصلت لهم أجور عظيمة في الدنيا على تأييدهم للدين: منها النصر يوم بدر، ومنها كفّ أيدي المشركين عنهم في أيام مقامهم بمكّة إلى أن تمكّنوا من الهجرة. اهـ.

.قال الفخر:

قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت}.
اعلم أن المقصود من هذه الآية تأكيد تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام والمبالغة في إزالة الحزن من قلبه وذلك من وجهين:
أحدهما: أن عاقبة الكل الموت، وهذه الغموم والأحزان تذهب وتزول ولا يبقى شيء منها، والحزن متى كان كذلك لم يلتفت العاقل إليه.
والثاني: أن بعد هذه الدار دار يتميز فيها المحسن عن المسيء، ويتوفر على عمل كل واحد ما يليق به من الجزاء، وكل واحد من هذين الوجهين في غاية القوة في إزالة الحزن والغم عن قلوب العقلاء. اهـ.

.قال القرطبي:

{ذَائِقَةُ الموت} من الذّوق، وهذا مما لا مَحِيص عنه للإنسان، ولا محيد عنه لحيوان.
وقد قال أميّة بن أبي الصلت:
من لم يمت عَبْطَةً يُمت هَرَمًا ** لِلموت كأسٌ والمرء ذائِقُها

وقال آخر:
الموتُ بابٌ وكُّل الناس داخِلهُ ** فليتَ شِعْرِىَ بعد الباب ما الدَّار

. اهـ.

.قال الألوسي:

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت} أي نازل بها لا محالة فكأنها ذائقته وهو وعد ووعيد للمصدق والمكذب وفيه تأكيد للتسلية له صلى الله عليه وسلم لأن تذكر الموت واستحضاره مما يزيل الهموم والأشجان الدنيوية.
وفي الخبر: «أكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه ما ذكر في كثير إلا وقلله ولا في قليل إلا وكثره» وكذا العلم بأن وراء هذه الدار دارًا أخرى يتميز فيها المحسن عن المسيء ويرى كل منهما جزاء عمله، وهذه القضية الكلية لا يمكن إجراؤها على عمومها لظاهر قوله تعالى: {فَصَعِقَ مَن في السموات وَمَن في الأرض إِلاَّ مَن شَاء الله} [الزمر: 68] وإذا أريد بالنفس الذات كثرت المستثنيات جدًا، وهل تدخل الملائكة في هذا العموم؟ قولان، والجمهور على دخولهم.
فعن ابن عباس أنه قال: لما نزل قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26] قالت الملائكة: مات أهل الأرض فلما نزل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت} قالت الملائكة: متنا، ووقوع الموت للأنفس في هذه النشأة الحيوانية الجسمانية مما لا ريب فيه إلا أن الحكماء بنوا ذلك على أن هذه الحياة لا تحصل إلا بالرطوبة والحرارة الغريزيتين.
ثم إن الحرارة تؤثر في تحليل الرطوبة، فإذا قَلت الرطوبة ضعفت الحرارة ولا تزال هذه الحال مستمرة إلى أن تفنى الرطوبة الأصلية فتنطفئ الحرارة الغريزية ويحصل الموت، ومن هنا قالوا: إن الأرواح المجردة لا تموت ولا يتصور موتها إذ لا حرارة هناك ولا رطوبة، وقد ناقشهم المسلمون في ذلك والمدار عندهم على حرارة الكاف ورطوبة النون، ولعلهم يفرقون بين موت وموت، وقد استدل بالآية على أن المقتول ميت وعلى أن النفس باقية بعد البدن لأن الذائق لابد أن يكون باقيًا حال حصول المذوق فتدبر، وقرأ اليزيدي {ذَائِقَةُ الموت} بالتنوين ونصب الموت على الأصل؛ وقرأ الأعمش {ذَائِقَةُ الموت} بطرح التنوين مع النصب كما في قوله:
فألفيته غير مستعتب ** ولا ذاكرًا لله إلا قليلًا

وعلى القراءات الثلاث {كُلُّ نَفْسٍ} مبتدأ وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العموم، و{ذَائِقَةُ} الخبر، وأنث على معنى {كُلٌّ} لأن {كُلُّ نَفْسٍ} نفوس ولو ذكر في غير القرآن على لفظ {كُلٌّ} جاز. اهـ.

.قال أبو حيان:

{كل نفس ذائقة الموت} تضمنت هذه الجملة وما بعدها الوعظ والتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدنيا وأهلها، والوعد بالنجاة في الآخرة بذكر الموت، والفكرة فيه تهون ما يصدر من الكفار من تكذيب وغيره.
ولمّا تقدّم ذكر المكذبين الكاذبين على الله من اليهود والمنافقين وذكرهم المؤمنين، نبهوا كلهم على أنهم ميتون ومآلهم إلى الآخرة، ففيها يظهر الناجي والهالك، وأنَّ ما تعلقوا به في الدنيا من مال وأهل وعشيرة إنما هو على سبيل التمتع المغرور به، كلها تضمحل وتزول ولا يبقى إلا ما عمله الإنسان، وهو يوفاه في الآخرة، يوفى على طاعته ومعصيته.
وقال محمد بن عمر الرازي: في هذه الآية دلالة على أن النفس لا تموت بموت البدن، وعلى أن النفس.
غير البدن انتهى.
وهذه مكابرة في الدلالة، فإنّ ظاهر الآية يدل على أن النفس تموت.
قال أيضا: لفظ النفس مختص بالأجسام انتهى.
وقرأ اليزيدي: {ذائقة} بالتنوين، الموت بالنصب، وذلك فيما نقله عنه الزمخشري.
ونقلها ابن عطية عن أبي حيوة، ونقلها غيرهما عن الأعمش، ويحيى، وابن أبي إسحاق.
وقرأ الأعمش فيما نقله الزمخشري ذائقة بغير تنوين الموت بالنصب ومثله:
فألفيته غر مستعتب ** ولا ذاكر الله إلا قليلا

حذف التنوين لالتقاء الساكنين، كقراءة من قرأ {قل هو الله أحد الله الصمد} بحذف التنوين من أحد {وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} لفظ التوفية يدل على التكميل يوم القيامة، فما قبله من كون القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، هو بعض الأجور.
وما لم يدخل الجنة أو النار فهو غير موفى.
والذي يدل عليه السياق أنّ الأجور هي ما يترتب على الطاعة والمعصية، وإن كان الغالب في الاستعمال أنّ الأجر هو ما يترتب على عمل الطاعة.
ولهذا قال ابن عطية: وخص تعالى ذكر الأجور لشرفها، وإشارة إلى مغفرته لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمّته.
ولا محالة أنّ يوم القيامة يقع فيه توفية الأجور، وتوفية العقوبات انتهى. اهـ.